جلال برجس المنسيون بين ماءين
"الكتاب الجميل كالحبيبة حين تعلّق ذراعها بذراعك وتمضي معك؛ فتصبح الطريق أجمل، وأكثر يسرًا ومتعة، وسعيًا بلا احتراس. "
المنسيون ببن ماءين" رواية رافقتني في زيارتي الخاطفة إلى الكويت، واختطفت القارئ النهم بي منذ أول عبارة فيها: "يأخذ من البحر ازرقاقه"؛ فوجدتُني أمام لغة فيها من الشعرية الهادئة ما اقتادني نحو الفكرة، فكرة حملتها ليلى المطوع بين كفيها ومشت باتجاه البحر، بحرها الذي سطت عليه اليابسة.
إن أجمل الروايات هي تلك التي تشعر وأنت تمضي في دروبها أن من كتبها يحدثك أنت وحدك دون انضباط، يحدثك بسليقة الجدات حين يحكين ما عندهن من خسارات ومرابح قدَّام هذا العالم، وهذه الرواية إحداهن؛ إذ عملت ليلى المطوع على أن يجد كل من يقرأها سبيلًا إلى نفسه، رغم أنها تقرع بابا غير بابه، تحكي عن أماكن مجهولة، ومواطن لها في نفسها مكانة عالية. تخلق أساطيرها، وإيقاعاتها المتداخلة، وحكايات ساكني الجزر المتقاطعة، ونبض الماضي البعيد.
البحر والأفلاج واليابسة والنخيل أبطال هذه الرواية، أبطال يسردون سيرة المكان، وما حدث، ويعلون الهوية بهوادة ذكية.
تقتاد ليلى المطوع، عبر هذه الرواية، القارئ نحو البحر، وخلال تلك الرحلة تطلعه على العديد من حكايات الأجداد، والاساطير، والمعابد، والقرابين، وبعدًا شعريًا جديدًا لطرفة بن العبد.
"المنسيون بين ماءين" رواية جميلة عملت ليلى المطوع خلالها على خلق بحرها الخاص، ويابستها الجديدة، ونخيلها المختلف، وحكايتها التي جاءت من روحها المتيمة بالماء وحكاياته اللذيذة."
الروائي الكبير جلال برجس عن رواية المنسيون بين ماءين
تعليقات
إرسال تعليق