لمن يرغب برمي طفله

لمن يرغب برمي طفله

لو رأيتَ المجتمع بعين غير غافلة أو متغافلة ستجد أن هذا المجتمع يدمن إبر التخدير التي تخفف من أوجاعه وتجعله يتجاهلها وكأن تجاهل المشكلة سيحلها ، أو سيجعلها غير موجودة أساسا ً !
منذ فترة قرأت في أحدى المجلات عن قيام الصين بتخصيص غرف صغيرة الحجم تشبه تلك التي نراها في المستشفيات ويوضع بها الطفل حديث الولادة ، وقد وضعت الصين هذه الغرف الصغيرة بجانب المستشفيات وفي الأماكن العامة لمن يرغب برمي طفله ، الكثير منا سيتوقف عند هذه الجملة " رمي طفله " ما هذه الوحشية؟  كيف تساعد الصين الآباء الذين يرمون أطفالهم بان تسهل لهم هذه المهمة ، والكثير من الأسئلة والاتهامات التي ستنتقد هذه الفكرة ولكن في الطرف الأخر لهذه الجملة هناك الكثير من الآباء يقومون برمي أطفالهم في صناديق القمامة أو في العراء أو بالقرب من دور العبادة ويتعرض هذا المولود الصغير الضعيف إلى البرد الشديد أو الاختناق أو يصبح طعاماً  للكلاب الضالة، لذلك بدلاً من تجاهل المشكلة أو نكران هذا الفعل قررت الصين مواجهة الأزمة ووضع حل لها .. من يريد رمي طفله هذا صندوق سيحميه من كل الأخطار وبالقرب من المستشفى ولن يراك احد وأنت تفعلها ، ولو فكرت لدقيقة في كلا الحالتين سيرمى الطفل.. أيهما أفضل إنقاذ حياته بمواجهة المشكلة أو تعريضه للخطر بسبب النكران ؟
 لذلك أنا فخورة بما فعلته الصين وبكل جرأة . أما في مجتمعي أن طرح احدهم هذه الفكرة سيتم مهاجمته ونفي هذا الفعل وترديد جملة نحن بخير وهي مجرد حالات شاذة ، ضالة ، لم تتبع تعاليم الدين ..


مخدرون .. مخدرون لذلك كفاكم تخديرا فكل ما تحتاجونه هو الصفعات لتستيقظوا 

تعليقات

المشاركات الشائعة