ماوراك رجال !




ماوراك رجال !

كتبت هذا المقال منذ زمن ولم أنشره لأسباب، اليوم أعيدُ تعديله ونشره لأجل هذه الفتاة التي كتبت لي في " الاسك " هذا التعليق
" اهلش ما عندهم شرف لما يشوفونش كذا ولا يتخذون موقف قوي معاش اخوانش ماهم برجال وادري ان اجابتش بتلفين فيها بدورين طبعش اللعوب جبانه مهما حاولتي تبين لنفسش العكس "

تصادفني هذه الجملة كثيراً " ماوراك رجال " وان لم تصادفني ولم تكن تقصدني وجدتها تنطق لكل فتاة تتصرف بحرية تامة، حريتها التي وضعت بنودها بنفسها، ولم يضعها رجل لها، لذلك سأشرح في البداية معنى الجملة " ماوراك رجال " أي أليس هناك خلفك رجل يكسر أضلعك، يقمع حريتك !

هذا يدفعني للتساؤل " منذ متى أصبح معنى الرجولة هو قمع المرأة وإخضاعها لتصبح كما يريد الرجل، تابعه له؟"

 والمثير للاشمئزاز بحق إن من تردد هذه الجملة تكون امرأة عدوة لنفسها أولاً ثم لبنات جنسها، إني لأشفق عليها، لأنها تتصور أن الله أعطى الرجل القوة ليهيمن عليها، ويضربها، ويكتم على حياتها، لتعيش هي دورها المصطنع " الأنثوية الوهمية " التي تنتشر في هذا المجتمع والتي تعتبر دليل على نعومة البنت ودلالها،  أن تكون صامته، خاضعة،  وهو في المقابل يمثل دور "سي السيد" العصبي، المتوحش، الذي يصرخ ليرعب النساء ويثير إعجابهن طبعاً.

مثل موقف صادفته في احد المطاعم عندما رأيت ُ رجلاً يعقد حاجبيه، وعلى وجهه أكبر تكشيرة، وبرفقته زوجته وأطفاله الصغار، كان يعاملها بجفاء وكأنه يؤدي دور صعب وهو إخراج المدام مع أطفاله للعشاء، واجب ثقيل عليه وربما يمن عليها "أخرجتك للعشاء". أما هي فتجلس باستسلام تتحمل كل ما يفعله من حركات تثير الاشمئزاز، وربما في داخلها هي فرحه فزوجها رجل يكسر قرنيها كلما نبتوا أو ينتف جناحيها وغيرها من الجمل المثيرة للغثيان، هذه هي أنوثتها وتلك هي رجولته وكلاهما وهم في وهم .

لذلك إذا كانت المرأة تؤمن حقا بضرورة وجود رجل خلفها ليقمعها فهي تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية ضرب الرجل واضطهاده لها، القوة الجسدية التي في الرجل هل وجدت ليحمي الرجل المرأة، ليدافع عنها أو 
العكس، يخضعها بالضرب!


أهذا ما ستزرعه في عقل أبنائها الذكور أن من حقهم ضرب شقيقاتهن إذا أبدين رأيا ً لا يروق لهم؟ رأيا ً لايعترف بصنم العادات والتقاليد الذي يركعون له "في العلن فقط".
هذا الحديث يذكّرني بقصة متداولة في إحدى المناطق الشعبية.. أتى الطفل الذكر بعد طول انتظار، وقبل أن يتعلم المشي كانت جدته تحني رأسها أمامه وهي تمسك بيدها كفه الصغيرة وتضرب بها رأسها مرددة: "الله يبلغني فيك تضربني"، ولم تكتفِ بهذه الدعوة، بل إنها كانت تدعو الله أن يبلغها فيه وهو يحطم أسنان شقيقاته، وكبر الطفل وهو معتاد على ضرب النساء بسبب جدته التي تجتهد في دعوة صديقاتها اللاتي يؤمن بضرورة تعليمه وإقامة حفلة يسودها جو المزاح، وجعل الطفل يضربهن مع الابتسامة له وإشعاره  بأن هذا الفعل يرضيهن ويجعلهن يفتخرن به.. طفل تم فطمه على ضرب المرأة وأن الرجل لن يكون رجلاً إذا لم يضربها!
وبعد أن اشتد ساعده أصبح يقابل رفض والدته لطلباته بالضرب، ويضايق شقيقاته بصفعاته، وهو مؤمن بأنه يؤدي دورا ً رجوليا ً، أما الجدة فقد رحلت قبل أن يبلغها الله تحطيم ضلوعها!
فهذا النوع من النساء رغم تطور الزمن إلا أنهن مازلن ينظرن إلى الرجل كبعبع لهن، ودوره الأساسي هو ضربهن إذا صرن خارج القطيع، وكيف لا وهو ينظر إليهن على أنهن نعاج.
وساهمن بصنع رجال لو تعلم الرجولة أنها سوف تطلق على أمثالهم وينسبون لها لقذفت نفسها من أقرب شباك.

لذلك رسالة أخيرة
"ورائها رجل، راعي لأنها عبارة عن "عنزة " تحتاج لراعي يضربها بالعصا ، فإذا كنت تعتبرين نفسك عنزة فلسن كل النساء مثلك، ورائي رجال وليس رجل، أما أن يؤمنوا بحقي في حرية التعبير والتساوي معهم أو ليجروا خلفي ليتساوون معي ومع ما أنجزه اليوم، هم ليسوا ورائي كي يخيفوني، لست مثلك ترعبني الرجولة الوهمية.
لذلك عزيزتي لا اعتقد أن شرف العائلة ما هو إلا بغشاء بين ساقي .. أتبول عليه، ضعوه في مكان أخر ما دمتم تعتبرونه ثمين لهذه الدرجة."





تعليقات

المشاركات الشائعة