الصمت ..

هي ليست يوميات بالمعنى الصحيح هي ذكريات أبعثرها هنا وهناك


الصمت 


بعد أن شاع خبر الخطبة، أتى ليلاً ليختطفني.. كعادته، جلست بجانبه ولاشيء بي مختلف غير خاتم ألماسي بين أصابعي يلتمع ، وبريق قلبي الواقع في الحب أشد منه، قاد سيارته بصمت، كما عهدته دائماً، هذا البدوي الذي لايقود إلا السيارات ذوات العجلات الكبيرة، المرتفعة عن الأرض، يسير بها على الشوارع التي لم تمسها الحضارة بعد، اراقب ملامحه ، ساكنة تشابهه في صمته ، على وجهه ملامح البراءة رغم عمره الذي يقترب من الثلاثين، أكثر من سبع سنوات مرت على معرفتي به، ومازال في حضوري صامتا، كنت أفكر طوال الرحلة بخطيبي الذي تركته وعلى وجهه ابتسامة اعرفها جيدا، ابتسم حتى وأنا أصفها لأنها تمر على ذهني، هي ابتسامة حزينة تخفي خلفها الكثير، تخفي خلفها كلمة لاتذهبي ولكنني ذهبت، صعدت السيارة بجانب صديقي البدوي وانطلقت معه إلى المجهول..
يقطع حبل أفكاري سؤال، هو سؤال يحتاج لدقائق طويلة وربما ساعات قبل أن يخرج.. سؤال يلحق الصمت..
أتحبينه ؟
نظرت إليه
 تحبينه ؟
اقترب مني ينظر في أتساع عيناي .. وكأنه يبحث عن ذلك الذي أحبه بهما .. أو ربما ليطمئن قلبه .. أنه لم يسكن بعد العينين التي عشقهما لسنوات.

يحزنني .. هو أعلم بجوابي .. يبحث عن رجل يتوهم أنه سرقني منه.. ولكن أنا لم أكن يوما له .. هو رجل جبان وأنا أمقت كل رجل جبان .. هو رجل لم يصارحني بشعور يقطع قلبه كالسكين إلا بعد رحيلي عنه .. بعد أن كنت ابتعد عنه كيلومترات .. بعد أن خارت قواي من حب هزمني.. كنت ضعيفة .. مجروحة عندما نطق بتلك الكلمة.. والمرأة المجروحة شرسة عندما يدهس احدهم على جرحها .. قال لي أحبك وبكل جبن وقلبه مطمئن اني اسكن مدينة اخرى لايسكنها هو.







تعليقات

المشاركات الشائعة