ليلى المطوّع تكتب مرثيّة الماء والنّخيل- د. بروين حبيب
ليلى المطوّع تكتب مرثيّة الماء والنّخيل د. بروين حبيب قالت: «الجميع هنا سيكتب سيرة الأرض، وأنا أكتب سيرة الماء»، وفعلتْها. فبعد ثماني سنوات من البحث في بطون الكتب والتنقيب في ذاكرة الأحياء، قدمت لنا الروائية ليلى المطوّع سيرة ماءين وليس ماءً واحداً: ماء البحر وماء الينابيع العذبة، في تماهٍ مع بلدنا ـ نحن الاثنتين ـ «البحرين» أو دلمون «الأرض الطاهرة المقدسة، أرض الخلود التي لا يوجد فيها مرض أو موت أو حزن»، والتي لجأ إليها جلجامش بحثا عن السلام والخلود. يبدأ هذا التأريخ المائي للبحرين من العنوان «المنسيون بين ماءين» مع ملاحظة أن الروائية لم تذكر باللفظ كلمة البحرين، إلا في موضع واحد من روايتها ذات الـ430 صفحة، حين كتبت على لسان شخصيتها الرئيسية ناديا جملة مواربة أطلقت عليها البلاغة القديمة اسم التورية «ما معنى أن أحمل البحرين في هويتي ويدفن الماء العذب والمالح». فعنوان الرواية الذي أجده موفقا، يحدد الإطار الزماني والمكاني لها، هو تاريخ المنسيين، من زمن الأساطير إلى وقتنا الحالي في هذه الأرض، التي شكّلها الماء شريطة أن تبقى في حمايته ومحاصَرة به. وكل حكايات الرواية التي تعددت يربطها...


