20 رواية تصدّرت المشهد الأدبي العربي في 2024
ابراهيم عادل
مجلة المجلة
٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤
لا يزال المشهد الروائي العربي يزخر بالعديد من التجارب والأصوات المتنوعة التي تسعى من خلال الرصد والتخييل إلى إثراء حركة الروائية العربية بالمزيد من الإنتاج السردي الملهم والشيق. بالإضافة إلى ذلك يساهم وجود الجوائز العربية المخصصة لفن الرواية في المقام الأول، وتزايد عددها، إلى التعريف بالمزيد من الأقلام والكتابات والروايات، وهكذا يستمر المشهد لتقديم الجديد المختلف على مدار العام.
في 2024 تعرفنا إلى عدد من الكتابات والأصوات الروائية الجديدة، بالإضافة إلى تجارب مختلفة لأصوات معروفة، واختلفت الروايات بين العودة الى التاريخ وتناول سير وأحداث لشخصيات تاريخية، يرى البعض فيها أثرا أو أهمية لأن يعود حضورها وتأثيرها اليوم، وبين روايات أخرى تعرض الواقع الحالي بكل ما فيه من مشكلات، سواء كانت خاصة بالمجتمع أو العالم. ولا شك أن الحروب والصراعات الدائرة في عالم اليوم كان لها حضور خاص، كما لجأ البعض إلى الخيال ونقلنا إلى عالم آخر مختلف عما نعيشه أو لجأ إلى قراءة المستقبل وتوقع ما يمكن أن يكون عليه العالم. نطل على بعضٍ من أعمالهم في ما يلي، مع الإشارة إلى أن الأعمال المذكورة ليست كلّ ما نشر ولا بالضرورة أهمّ ما نشر من روايات في 2024، بل هي الأعمال التي رصدها كاتب المقال وتناول معظمها في مقالات عدة في "المجلة" خلال العام الحالي.
"المنسيون بين ماءين" لليلى المطوع
إلى البحرين وعالمها، تأخذنا الروائية ليلى المطوّع في "المنسيون بين ماءين" (دار رشم) بتجربة شديدة الثراء والمتعة تنتقل بنا بين ماضي تلك البلاد وحاضرها، وكيف كانت علاقة أهلها القديمة بالبحر، وكيف تحوّلت تلك العلاقة بفعل التقدم والتكنولوجيا إلى صراع غريب مع الطبيعة حيث انتشر بناء الجزر الصناعية ودفن العديد من الينابيع. تعود بنا الكاتبة إلى العلاقة التاريخية القديمة للإنسان بالبحر من خلال بطلة روايتها الأولى سليمة التي تهرب من الظلم الذي يلاحقها في قريتها وتهرب إلى البحر، وتستعيد من خلالها الأساطير القديمة المتعلقة بالبحر في الموروث الشعبي العربي والبحريني، وتقدم رؤية تجمع بين الواقعي والأسطوري وبين الماضي والحاضر، فيما يتقدم السرد باحثا عن طرق النجاة من حصار التكنولوجيا في العالم المعاصر مع بطلةالرواية الثانية ناديا التي تسعى إلى لملمة تلك الحكايات ومعرفة مصائر ما حدث لأجدادها في الماضي.
من خلال فصول الرواية المتصلة المنفصلة، نتعرف الى أطراف متعددة من تاريخ البحرين وعلاقتها الشديدة الخصوصية التي جمع فيها أهلها بين ماء البحر المالح ومياه الينابيع العذبة، وكيف كانت تسير حياتهم منذ القدم بالتوازي، وبتلك العلاقة الشديدة الخصوصية والثراء مع البحر، وكيف تتهدّد تلك العلاقة اليوم بفعل التقدم الصناعي الذي يقضي على مظاهر الطبيعة الثرية ويحل محلها تلك المباني الصماء، وهل يمكن أن يتمرد ذلك البحر على كل ما يحيطونه به من عوامل صناعية قاتلة، أم تكون الغلبة في النهاية لتلك التكنولوجيا المتطورة التي تفرض حضورها على أرواح الناس وحياتهم يوما فيوم.
https://www.majalla.com/node/323590/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/20-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D9%91%D8%B1%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%81%D9%8A-2024
تعليقات
إرسال تعليق